بريق عينيك ........

موضوع: بريق عينيك ........ الخميس مارس 18, 2010 1:11 pm

]بريق العينين أين ذهب يا حبيبتي. ذاك البريق الذي طالما رشفت منه القوة والصلابة والصبر من جهة، والرقة والحنان والتضحية ونكران الذات من جهة أخرى. ليتني أستطيع أن أسرق من خيوط الشمس شعاعا أهديه لهاتيك العينين علّ يعود إليها إشراقها وبريقها.
كنت في الأمس الذي ليس ببعيد، وفي مثل هذا اليوم تجلسين بجانب الهاتف الذي كان يرن ومعه ترن أجراس الدنيا كلها فرحا في قلبك الكبير، الذي كان على موعد مع صوته الغالي باستمرار، يتمنى لك العمر الطويل وراحة وهدوء البال. بكلمات بسيطة معناها عظيم ( كل سنة وأنت طيبة يا ست الحبايب ) وكأنك بمجرد سماع صوته ملكت الدنيا بما فيها. كيف لا، وحق لك فهو روحك التي تنبض بالأمل والرجاء. هو استمرار لأبي العظيم الذي بدوره أخذ نصيبه من بريق عينيك الرائعتين. بت تشعرين بالبرد صيفا وشتاء، ترين الظلام حولك نهارا وليلا. لم يعد لدقات الأجراس صليل يهفو له القلب، ولم تعد رنة الهاتف تعني أكثر من صوتٍ مثل كل الأصوات التي تدوي حولك،.كل شيء بات شاحباً كشحوب عينيك.
آهٍ ..... أماه!!! قاسٍ حكم القدر عليك ،ظالمة محمكة الأيام في قضيتك وكم أبلهٌ موت متخبط ظن أن بحرمانك فراساً قد نال مراده، فالقلب الذي جاوره تسعة أشهر، ثم قاسمه الحياة بحلوها و مرها ثلاثا وثلاثين عاما، لم يتوقف عن ندائه في كل لحظة و في كل مناسبة. وفي كل نظرة في وجه أطفاله ترينه يخبرك كم مشتاق لرؤية ذاك البريق الذي طالما تعود عليه في عينيك،يعاتبك يا غالية على إهمالك نفسك في غيابه، و أنا بدوري أقول لك يا ملاكي الضخم: قمرك لم يغب ونجومك لم تأفل وسماؤك مازالت صافية شفافة ينيرها قمر عرفته.قمر مختلف عن كل الأقمار.
مازلنا هنا. نحن هنا. لا تنسينا يا أمي. باقون ما بقيت. صابرون ما صبرت،لا تنحني للدهر أرجوك، و ابقي بجانب الهاتف جالسة فقد زارني الغالي هذه الليلة، وأوصاني رسالة لك، أكّد علي ألا أنسى حرفاً من حروفها قال:
" قولي لها رضاك كان غايتي ومازال مطلبي ..ادعي لي يا أمي، كنت أمّا رائعة عظيمة..... لكن .... لم يمهلني القدر....... سامحيني. "

[/size][/b][/i][/center]

صرخات قلبي موجعة

صداك في نفسي لا يبارحني

كل ليلة أخرج من غفوتي وأقول : حلم

لم يغب عن عيناي طيفك يا ولدي

لا لم يغب

فأشبالك الصغار قطعة من جسد

جسدك

وكل ما نطقت اسمك رأيتك في عيونهم

وعيون أخوتك

يا بني أعلم أنك تقول هناك

أمي كم أحبك!!!

رزان الغالية لا أعرف كيف أجيب ولكن قلبي كتب وحده هذه الكلمات وأريد أن أشكر أناملك على لهفتها وأرجو أن تبقي بخير

دمت لي

المحنرمة رزان:

اعجبتني في هذا الموضوع عبارة:

ليتني أستطيع أن أسرق من خيوط الشمس شعاعا أهديه لهاتيك العينين

الغاليتين. وأنا بدوري أقول: ليتني أستطيع أن أسرق الشمس بكاملها وأضعها بين يدي أمي الغالية لتينر دروب الجميع. عطاؤك لا ينضب يا أمي الحبيبة. دمت لي ملاذا.

المحترمة أم مجد:

بريق عيون من أحببت غاب أيضاً ...... وغابت معه فرص البسمة و لحظات الفرح ......
أمك سيدتي ليست الأولى و لن تكون الأخيرة التي تفقد وحيدها ..... لكنها قد تكون الأشد صلابة ... أرادت الاستمرار بالحياة إكراماً لحكم الله و محبة بمن بقي لها يتلفظ بكلمة " أمي "
عرفت عن صديقي الراحل فراس الكثير من صفات الرجولة ... و هذا ما يجعلني أنا الخاسر الأكبر بينكم

هذا هو القدر و سنبقى نقول لها و لك و لكل أمهات العالم ( كل عام و انتم بخير )

مع المودة الكبيرة و خالص الاحترام

مسالخير ...
ما أقسى هذه الحياة التي تسرق منا أغلى الأحباب ...و يالوحشية الموت حين يختطف منا نور حياتنا ...
يجعلنا نسبح في بحر العذاب المر نصبح سجناء أحزاننا و آلامنا لانرى من الحياة إلا سجنا ...في جوانبه لانرى إلا أنوال العناكب ....و لا نسمع ن زواياه إلا دبيب الحشرات ...
بالأمس كانوا نغمة بين شفتي الحياة و الآن أصبحوا سراً صامتا في صدر الأرض
فتتوارى الأماني ..... و تغادر الأفراح و تضمحل الابتسامات ...لنسطر تنهدات آسانا...

خالتو رزان الغالية ...
فاضت أحساسيك فنسجت أعذب الكلمات ...

شكرا لك ...

كل الاحترام