العملاق الرمادي

بقلم : فيصل تركي خليفه
بطبعي أكره اللون الناتج عن اختلاط الأسود بالأبيض فهذا اللون عندي يعني الرمادي العشوائي و لهذا قلت اختلاط أي تداخل بشكل اعتباطي ولم أقل مزجا لأن المزج يكون بضوابط. وشاهدنا يا سادة أن المواقف التي يتخذها فلان بن فلان كلها رمادية وذلك من منطلق التذاكي على أي ظرف يتطلب منه قرارا باللون الأبيض أو الأسود.
الرمادية في المواقف الحاسمة هي انعكاس واضح لعدم اكتمال نبتة الأخلاق السامية فيداخل فلان هذا. فتصوروا مثلا أنه حدث في أحد الأيام أن تعرض بيت أخية للسرقة الأدبية وكان واضحا للأعيان أن السارق فلانة ولكن لأن فلانة هذه جميلة و من أصحاب النفوذ فقد خُيل لفلان أن موقفه الرمادي لا يُغضب أخاه و لايتهم فلانة .
هنالم يكن اخو فلان بحاجة لأي نوع من أنواع الفلسفة لما جرى بل بحاجة لموقف واضح يعيد له جزءأ من مسروقاته وليس كل المسروقات. ألم يشارك فلان هذا بعملية السرقة من حيث يدري أو لا يدري؟
هذا النوع من الرمادية في المواقف البشرية هو من وجهة نظر صاحبها ملاذ أمان لشخصه، أما في الحقيقة فهي ليست كذلك ، بل هي تشجيع مباشر على عدم فرض أي نوع من أنواع العقوبات الواجبة لمن يرتكب خطأ ، و تثبيط همة وإنقاص شأن لمن يقوم بعمل رائع.
الرمادية هي تآمر على الحقيقة و هي تنم عن شخصية انبطاحية غير واضحة المعالم فهي عندي كريهة لدرجة كرهي لإسرائيل و بعض المواقف العربية من قضايانا.
وبقي شيء واحد أخبركم به : أن فلان هذا ياسادة جمعتني به الظروف في مكان ما على بقاع الانترنت لا الواقع. كنا نعمل بجد و نشاط في مكان ما و كنا نقنع أنفسنا بأننا هنا و بهذا المكان عمالقة لكننا لم نكن ندري بأن صاحب المكان ينظر لنا كمرتزقة ، وبعد حدث وتعليق قررت أن لا أكون رمادياً مثل فلان فرسمت قراري بلوني الأبيض أو ربما يكون أسوداً لكنه بكل تأكيد ليس رمادياً، بقي فلان رماديا و عندما واجهته بقولي لماذا؟؟؟؟؟ ألم تع بعد أننا لسنا كما ندعي و لنبحث عن لون فيه شيء منا ؟!!!!
قال : على ما يبدو أني عملاق ولم أكن أدري.....!!!!
أيها الفلان لم أسمع عن قزم دخل غرفة و خرج منها عملاقا ، العملاق الحقيقي يقبع داخلك، فحين قزّمته أنت بحدود رماديتك بقي قزما للأبد....... أما أنا فعملاقي يسير بجانبي و ماهمني ماهية لونه أبداً ما دام ليس رمادياً.
هناك عمالقة رماديون أكثر بشاعة من فلان لن أقول لكم كيف يتصرفون.... لأني أريد أن أجرب و لو لمرة واحدة
كيف أكون عملاقاً رمادياً ..... وبعد حين سأخبركم عن تجربتي في بؤرة الرمادية....

اخى فيصل الحبيب
اللون الرمادى لفلان كان يظهر بها بكل وقت ومن زمن بعيد
ولكن نحن كنا نغض النظر عنها بقصد المه الحلوه التى جمعتنا بالمكان وليس بصاحب المكان

فغذا نجد نرجسيه الطاووس تكبر وتكبر حتى اصبحت اكبر من المكان نفسه
فكثر خير بكل من فتح مضافته لنا من جديد
عدنا لمكان نحس بدفئ الضيافه وبشاشه المعزب

تقبل مرورى بكل ود يا صديقى الابيض دائما

الاخ ابو مجد المحترم
اللون الرمادي هو اللون المذبذب الذي لم يستطع ان يقرر هل يكون ابيضاً ام اسوداً ، كذلك الانسان الذي تكلمت عنه ، كانت تتقاذفه الافكار فتارة ابيض وتارة اسود حتى اصبح رمادياً وهذا الانسان من الصعب ان تثق به لانه مذبذب حسب المكان والزمان ، لكن العملاق الحقيقي هو ذلك الانسان الذي يتخذ القرار في اصعب الاوقات دون الخوف من احد ولا ما يتبع ذلك من تبعات .
كما اود القول هنا بان الاشخاص ذوي اللون الرمادي هم بالآلاف وهم كثيرون كثيرون لان المصالح هنا تلعب دوراً في هذا الموضوع .
لك كل الشكر على الموضوع .

العملاق الرمادي Icon_santa

أستاذي فيصل

الون الرمادي هو لون الغمام الكاذب الذي لامطر ولا غيث به وهوا لون الرياء والاموقف

العملاق هو الرجل الذي يكون رجل الموقف وسيده بوجدان وعقلانيه وصلابه أمام الحق ومهما كبرت الامور أو صغرت يبقى العملاق عملاق والقزم قزم

أنا أقول لك أستاذي الكريم

الصواعق لاتصيب إلا القمم

اللون الرمادي ، عندما تكتسبه الغيوم ، فهو مؤشر على مطر وخير قادم .ولكن عندما تتشح به الرجال ياخذ منحى آخر تماما.لكن يبقى علينا دائما ان نفصل بين الرمادية الرمادية ، والدبلوماسية التي يقرأها البعض على انها رمادية. الرمادية برأيي هي أن لاتقول كلمة حق عليك ان تقولها في وقت ما لأنك بقولها قد تحدد مصير إمرء. والرمادية القميئة هي اللعب على الحبال تحت مسميات ظاهرية مختلفة ولكنها في الحقيقة لعب على الحبال غير مبرر لا شرعا ولا ادبا ولا اخلاقيا.والرمادية ان تنتحي جانبا عندما يكون مطلوبا منك قرارا واضحا. والرمادية الجميلة : عندما تسكت عن قول يجب ان لاتقوله سعيا لوفاق.
رمادية السلوك برأيي هي الأخطر وهي الأكثر شيوعا بين الناس ، علينا ان نقابلها بألوان ناصعة جريئة حرة صادقة رجولية دون ان نسأل عن النتائج.[b]

الأخ المحترم عماد فرج:
انا أتفق معك بتلك النظرة الجانبية او الفرعية لذلك الطاووس .......
ولكني هنا أطرح الفكرة بشمولية وبعيداً عن الشخصنة لأن مهما على شان الفرد يبقى فرد
وفكرتي هنا اكبر منه بكثير

اشكر مرورك الراقي

أستاذي الكريم كمال العنداري :

اكرر ما قلت بردي على الأخ عماد

باني هنا أطرح الفكرة بشمولية وليست متعلقة بشخص سواء كان يستحق او لا يستحق

لأن قيمة فكرتي من وجهة نظري هي اسمى من تتربط بشخص ما ...... هذا لا يعني أبداً بانك لم تنطق حقاً

أبا هشام تعودنا منك هذ الصراحة فلك كل الشكر

أيتها العنقاء المحترمة:اطربني ردك هذا ..... وبكل تأكيد هذا ما رميت له

لكي يكون لنا موقف من الظالم و المظلوم من صاحب الحق و المغتصب له

أما القمم و الصواعق هنا اختلف معك قليلاً

و كل الشكر لهذا المرور الواعي الرزين

الدكتور زياد المحترم :

أولاً: ليست كل الغيوم ماطرة و خاصة الرمادية منها
ثانياً : انت تعرضت للدبلوماسية على أنها قرار و هي بالفعل كذلك وهنا ارى أنك خلطت مابين القرار ومابين اللا قرار ....
ثالثاً: قلت أن لا تقول كلمة حق بمكان ما و هنا ارى انك تكلمت عن ما يشبه النفاق و النفاق هو قرار باللون الأسود
شكرا لمروك الباحث

صديقي الحبيب الاستاذ فيصل , أود أن أدخل قليلا في نسيج الفكرة وأبدأ من اللون الرمادي الذي أرفضه مثلك بمعناه السيء
لكن أنا أعلم أن الحكمة واللياقة يستوجبان الرمادية في بعض الأحيان
نحن نظطر أحيانا كثيرة ان نستخدم الرمادية حرصا على مشاعر الآخرين في العلاقات العامة
على سبيل المثال حين تواجه شخص يكذب في حديثه , قد تستخدم عدة الوان لتفهمه انه يكذب
إما أن تقول له انت تكذب ,أما أن تقول له هذا غير صحيح , إما أن تقول له هذا غير معقول ,وهذا يدخل في فن الكلام أو اللسانيات
وليس تذبذب أو رمادية .
لكن هناك بعض المواقف تستوجب الأبيض والاسود أقول مواقف وليست ردود أفعال ولا بد من تحديد الموقف فيها .
وهناك مواقف اختلاف تاخذأشكالا متعددة في المواجهة وشكل التجاذب لكن ‘إعلان الحرب وتحويل بعض المواقف إلى حروب
تدميرية (ويا قاتل يامقتول ) في مثل هذه الحالات علينا أن نحتكم كثيرا للعقل والمنطق والحكمة وعدم التسرع في اتخاذ المواقف .
لن اطيل كثيرا اخي فيصل أنا قرأت الرسالة جيداََ واعلم ان هذه النظرية هي تستهدف أحدما له اسم وكنية وموقع له اسم وعنوان , لكنك انت هنا وفي طرحك قمت باستخدام حبرا رماديا في كتابة الموضوع لأنك لم تكتب بالأبيض والأسود ماتريد قوله لأنك لم تستطع أن تسمي الأشياء بأسمائها .
وهذا يحسب لك وليس عليك باستثناء أضعاف نظريتك كونك اسقطتها بالحبر الرمادي .
تقبل مني فائق الإحترام والتقدير

الحبيب تيسير :

اسمحي لي بالتصفيق لهذا المرور الواعي الذي يعماذا التعقل بأحلى صوره

سيدي انا لم اكتب بالحبر الرمادي و لن أكتب به يوماً ........ و لو اني كنت كذلك لما تعرضت لكثير من الهزات
على كلاً أستاذي الكريم انا كتبت ما كتبت لأطرح الفكرة بحد ذاتها ... وليس ذنبي إن جاءت متزامنة مع حدث ما .... و إن جاءت لتصف حدث فهي أيضاُ إيجابية بحسب رأي الخاص

أخي تيسير مرورك كما انت رائع

حقيقة أستاذ فيصل :
تجنبت التعلق على كلماتك
التي تشكو حال صاحب موقف من مواقف أخرين
ولعل هذا مبرر و كنت سأقول سابقاً مادمت لا تحب الرمادية و الرمادي
لماذا لا تسمي الأمور و الأشخاص بالاسماء ولكنك سبقتني حين قلت أنك تناقش الفكرة
وهذا اسمحلي - هروب ذكي من التسمية
ولكن استاذي الكريم هذا لا يعني أبداً بأن كلماتك ليشت رائعة بل هي بالفعل كذلك

تقبل مروري

أيتها الغادة:

ليس هروب ولكنه تاكدي بانه طرح فكرة
وصديقني تبقى الفكرة اكبر من أي شخص مها كان
ولمروك العبق شكرا

من احدى الدواهي التي تعلق بتاريخ ونستون تشرشل انه في احدى المرات اعد خطابا سيلقيه باحتفالية مااا
وعندما انتهى منه عرضه على كبير مستشاريه ليعطيه رايه بالخطاب
و بعد القراءة العميقة قال له المستشار انه بحق يا سيدي خطاب يحمل كلمات قوية و معاني رائعة و صور غاية في الواقعية
و لكن بصراحة لم افهم ما هو المطلوب او القصد و الفكرة التي تنوي ايصالها ...... بصراحة اكثر يا سيدي ونستون لم افهم شيء
فجاوبه تشرشل : و هو المطلوب فلاذهب اذا والقي خطابي وانا مرتاح .

احيانا نكون بحاجة الى تكتل عدم الانحياز لا لشيء سوا لامتصاص التشنج و الانفعالية
انا لا احبذ التحزب و التعصب لردة فعل قد تكون نتائجها سيئة

في احدى المرات تخاصم شقيقين و نتج عن خصامهم انهم دعوا اولادهم كل على حدة لصفه وان يخاصم كل ابناء احدهم ابناء الاخر منهم من خاصم عنوة و احتراما لراي ابيه و منهم من تخاصم تعصبا و حبا لابيه

مضى وقت من الزمن و بدا العيد على الابواب فتدافع الاهل والاقارب و المحبين لتصليح ذات البين بين الاخوة
و بالفعل نجحوا و تصالح الاباء
و لكن اهل المحبة نسيوا ان يصالحوا ابناء العمومة ببعض و منهم من كان غائبا عن يوم الصلحة
فبقي الابناء في وضع الشتات هنا وهناك و لم يغفروا لابناء عمومتهم ما بدر منهم اثناء المخاصمة
و ان غفروا فقلوبهم قد امتلئت بمخاصمة لا ذنب لهم فيها ومن حاول من الابناء تهدئة والده في فترة الزعل اتهمه والده
بالضعف و من صمت او لبس اللون الرمادي و انضم لعدم الانحياز سار الامر عليه بطبع الحال كما هو بين الاخوة

بقي ان اقول
الرجل هو موقف و ليس مواقف فالرجولة موقف ارتجالي و لكن الا يخاف ان يقال سبق السيف العذل ؟

عندما اخذ الزير موقفا الم يفتك ببني ربيعة كما اهلك بني وائل وذلوا

زمثل ما قال الشاعر نجم العباس : دماحة الزلات ما قط يندموا ؟

اخاف ان يكون العملاق الرمادي كشاهد لم يشاهد شيء ؟
والخوف اكبر لو انه شاهد كل شيء ( و العين اللي شافت طقت وعمت فكيف يلي ما شافت )

زبدة ما اريد قوله :
عندما يستدعيني الموف لان اكون عملاقا لن اكون رماديا و لا ابيضا و لا اسودا
لن اكون الا كما انا انسانا شفافا و يا ليتني استطيع ان اكون في بعض المواقف عملاقا .

احترامي و محبتي لك اخي فيصل

الحبيب ابراهيم

قرات تعليقك مرات
ولم اصل لنتيجة ولكني استشفيت أنك ميّال للتسامح

في حين انا اعرض الفكرة التي تخدم التسامح

بناءا على تحديد الموقف وبعدها التسامح

لك مودتي

ايها الصديق ارجعتني الى الوراء حيث الخريف الشامي واناواقف او ماشي في شوارعها والرماديات من حولي عندما كانت تبتلعني شوارع دمشق هذا اللون القذر الذي يشعرك بالأشمئزاز ولكن يزيد فينا الاصرار على المضي في سبيل الكلمة