امتهان التسولظاهرة اجتماعية سيئة بدأت تطل بقوة هذه الأيام وخاصة في الصيف ،
وهي ظاهرة التسول المنافية لعادات وتقاليد أهالي محافظة السويداء والمجتمع السوري بشكل عام ،
وهذه الظاهرة بدأنا نحسها بطرق مختلفة وخاصة نحن المغتربون فمرة يستوقفك رجل أو امرأة في احد الأسواق
خاصة إذا كنت تركب سيارة خليجية ، ومرة يتقاطر إليك أكثر من إنسان غالبيتهم من الأطفال عند توقفك على الإشارة
المرورية ، واغرب مرة للتسول حدثت معنا في عام 2007 عندما كنا في إجازة صيفية في شهر تموز ، فبينما
كنا نرتاح في شقتنا بالسويداء وإلا جرس الباب يقرع ، فبادرت زوجتي وسألتني من يكون هذا في هذا الوقت ( تقريبا
الساعة الواحدة ظهراً ) فقلت لا ادري اذهبي وافتحي الباب ، فذهبت بالفعل وفتحت الباب وإذ بامرأة تسأل عني
بالاسم ، فسألتها زوجتي من أنت يا أختي ، فقالت لها أنا قريبة زوجك
وجئت لأسلم عليه ، ألستم انتم مسافرون في الكويت ؟ قالت لها زوجتي
نعم تفضلي ظناً منها إنها بالفعل
من أقاربي ،وعندما دخلت تبين أن المرأة لا تقربنا ولأول مرة نراها ،المهم أنها دخلت
وجلست وقالت الحمد لله على السلامة ، وسألناها من آنت فأجابت باسم نسمعه لأول مرة وأنها سألت بعض الناس عن
المغتربين في المنطقة لتأتي لعندهم لعلهم يعطوها ما يتيسر ،وبدأت تسرد لنا قصة ابنها الذي وقع من
الطابق الرابع وأصيب برجة في الدماغوإنها تجمع له النقود لإجراء عملية جراحية وإلا فمن الممكن أن يموت
. .
المهم نحن هنا وقعنا في ورطة هل هي بالفعل صادقة وتستحق
المساعدة أم أنها نصابة محترفة تلفق الكلام حتى تحصل على المقسوم ؟
بعد تفكير في الأمر مع زوجتي قررنا أن نساعدها حتى لو كانت
نصابة كي لا نندم إذا كانت بالفعل محتاجة ، فأخذت ما قدرنا الله عليه وانصرفت .
الأسئلة التي تتبادر للذهن الآن هي :
هل هذه بالفعل محتاجة للمساعدة أم لا ؟
إذا كانت محتاجة هل نحن المغتربون وغيرنا مسؤولون عن سد احتياجات
هذه الناس أم الدولة والجهات المعنية ؟
هل امتهنت هذه المرأة ومن هم مثلها التسول كمهنة لها أصولها
وفنونها وأبوابها دون تدخل من الدولة ؟
أين هي السلطات المعنية لقمع أو التدقيق في هذه الحالات ؟
وأخيرا هل التسول مرض اجتماعي أو ظاهرة اجتماعية عادية
لا ضرر فيها على الإنسان والمجتمع ؟
أسئلة كثيرة تنتظر الحل ؟
والآن الكلام لكم يا سادة يا كرام أفيدونا رعاكم الله