السويداء-سانا
ناقش المؤتمر البيئي الأول في محافظة السويداء اليوم محوري الزراعة والحياة البرية والتوعية البيئية بهدف الوصول إلى بيئة نظيفة والتخلص التدريجي من المبيدات الزراعية والأسمدة الكيميائية والمخلفات العضوية ورفع سوية الوعي البيئي لدى الأفراد وتشجيع السياحة البيئية والعلاجية والترفيهية.
وتضمن محور الزراعة والحياة البرية 13 بحثا تحدث فيها كل من الدكتور موفق جبور والدكتور سهيل مخول من الهيئة العامة للبحوث العلمية الزراعية عن مفهوم الزراعة العضوية.
وأوضحا أن المنهجية المقترحة لتخطي الصعوبات وتشجيع الإنتاج العضوي تقتضي تبني مرحلة انتقالية يتم خلالها إجراء الدراسات وتشجيع المنتجات المحلية والأخذ بعين الاعتبار خصوصية الإنتاج الزراعي في السويداء من حيث ضعف المردود في وحدة المساحة.
وأشار كل من الدكتور وائل المتني من وزارة الزراعة والإصلاح الزراعي والمهندس لبيرتهود هانزمان مدير مشروعات المؤسسة الألمانية للتعاون الفني جي تي زد في سورية ولبنان إلى أن الزراعة الحافظة والتي تهدف للعودة إلى الطبيعة بدأت تجربتها في الأعوام الماضية في بساتين تفاح تقع في جبل عرمان بمحافظة السويداء على ارتفاع 1700 متر وتتلقى أمطارا سنوية تزيد على 600 ميلمتر حيث أظهرت النتائج الأولية زيادة كمية الإنتاج من ثمار التفاح وتحسين نوعيته.
وبينت الدكتورة فائزة الأطرش الأستاذة في كلية العلوم بجامعة دمشق في بحث حول تخصيب التربة حيويا وإعادة تأهيلها أهمية بعض متعضيات التربة الدقيقة في تحسين الإنتاج النباتي والحفاظ على البيئة الخضراء.
ولفت الدكتور مصطفى البلخي الأستاذ في كلية الزراعة بجامعة دمشق في بحث الأسمدة الحيوية وأثرها البيئي إلى أن استخدام الأسمدة الكيماوية والمبيدات نتيجة التوسع في الزراعة الكثيفة كان له الأثر الأكبر في تلوث البيئة مبينا أن العلماء قدموا مخصبات حيوية بديلا من الأسمدة الكيميائية وفي مكافحة الأمراض والحشرات.
وأوضح الدكتور إياد سراي الدين الأستاذ في كلية الزراعة بجامعة دمشق أنه ازداد في الآونة الأخيرة استعمال بعض الأنواع النباتية المعروفة بقدرتها العالية على امتصاص كميات كبيرة من العناصر الثقيلة كوسيلة لمعالجة واستصلاح الترب الملوثة وأنه تم اللجوء إلى هذه الطريقة كبديل للطرق الكهربائية والكيميائية التي تتميز بصعوبتها وكلفتها الباهظة.
وبين الدكتور موفق الشيخ علي المدير العام لشركة الأرض للتنمية المتطورة للموارد أنه بعد إجراء مسح بيئي جغرافي للأنواع النباتية في جبل العرب تبين أن المنطقة رغم غناها النسبي بالأنواع النباتية العشبية تفتقر للأنواع الشجرية وأن الميزة البيئية النسبية للمنطقة تؤهلها لتكون ملجأ مناسبا لنمو أنواع مثل السنديان العادي والزعرور السينائي .
وقالت الدكتورة إلهام منير بدور إن المحافظة على التربة يتم عبر استخدام مياه ري ذات مواصفات فيزيائية وكيميائية وبيولوجية وميكرو بيولوجية مناسبة للأغراض الزراعية وذلك من خلال تكافل المياه المعالجة والمياه العذبة.
وتحدث أكرم الزغير مدير تربية السويداء عن التربية البيئية في المناهج وأهم القضايا المتعلقة بالبيئة وتطوير المناهج التعليمية والمواد الدراسية المتضمنة للمفاهيم البيئية والأنشطة اللاصفية المرافقة للمناهج التعليمية والوسائل المساعدة في نشر الوعي البيئي.
واشارت المهندسة عتاب التقي مسؤولة برنامجي النوع الاجتماعي والتواصل في صندوق الأمم المتحدة للسكان الى موضوع الخصوصية المحلية للعمل البيئي والأهلي ومقومات نجاحه وخصوصية العمل التنموي المحلي.
من جهته قال المهندس زيد عبد السلام منسق المؤتمر إن المؤتمر سيخرج يوم غد بتوصيات تتعلق بكل محور من محاوره .
وكانت أعمال المؤتمر البيئي الأول بدأت اليوم تحت عنوان نحو سويداء صديقة للبيئة.
وقالت الدكتورة كوكب الصباح داية وزيرة الدولة لشؤون البيئة إن محافظة السويداء تتمتع بنظم بيئية متنوعة إلى جانب غناها بالتنوع الحيوي وخاصة الموارد الوراثية النباتية التي كانت ولا تزال مصدراً للبصمة الوراثية للعديد من المحاصيل التي تشكل محوراً للأمن الغذائي الاستراتيجي لسورية مبينةً أن مراكز البحوث الدولية تسعى للاستفادة من جيناتها في التهجين والتطوير الوراثي.
وأشارت الدكتورة داية إلى أن السويداء تتميز بتشكيلات جيولوجية متميزة مثل الصبة البازلتية التي تدعى اللجاة وصبة الصفا التي تسعى وزارة البيئة لإعلانها حديقة جيولوجية متكاملة مع الطبيعة مبينة أن استراتيجيات وزارة الدولة لشؤون البيئة تركز على تعميق الوعي البيئي وتطبيق أطر التقييم البيئي الاستراتيجي بما ينسجم مع أهميته على صعيد التنمية الاقتصادية واستدامة الموارد الطبيعية وتحسين نوعية الحياة للمواطنين ووضع أجندة زمنية محددة لتنفيذ الخطط البيئية وتفعيل التعامل مع موضوع تقييم الأثر البيئي بمختلف جوانبه لدى التخطيط لأي مشروع تنموي خاص أو حكومي وتعميق الوعي الاجتماعي بالشأن البيئي وتطويره والعمل على إعداد المواصفة الوطنية للمسطحات المائية واعتماد أنواع من الوقود تتوافق مع المعايير البيئية وتأسيس جهاز للشرطة البيئية داعم لعمل الوزارة والوزارات الأخرى.
وقالت داية إن الوزارة نفذت العديد من المشاريع الداعمة للمراقبة البيئية في السويداء كتجهيز المخبر الخاص بالمراقبة البيئية للعينات المختلفة من الأوساط البيئية والسيارة المخبرية إضافة لإعلان اللجاة كمحمية إنسان ومحيط حيوي والعمل على عكس تجربة حفظ التنوع الحيوي والمحميات الطبيعية على هذه المحمية حيث أجريت في هذا النطاق خطوات لتأهيل كادر لإدارتها وإجراء المسوح النباتية والحيوانية اللازمة وذلك استكمالاً لجهود وطنية سابقة في هذا المجال.
بدوره أعرب الدكتور مالك علي محافظ السويداء عن أمله بأن يخرج المؤتمر بنتائج متميزة تستهدف حماية الإنسان والبيئة في هذه المحافظة التي تتميز بتنوعها الحيوي والبيئي كونها تزاوج بين السهل والجبل والبادية وتنفرد بغناها بالمحميات الطبيعية وأهمها اللجاة والضمنة وبالأشجار المثمرة.
ولفت المحافظ إلى أن محاور المؤتمر ستغطي مجالات الزراعة والحياة البرية والطاقة والعمارة البيئية والصحة والخدمات والتربية والسياحة البيئية بما ينسجم مع واقع وظروف المحافظة وقابليتها للتطبيق الفعلي مشيراًَ إلى أهمية مشاركة الجمعيات الأهلية في إنجاح المؤتمر.
وقال الدكتور محمد قرضاب خبير الطاقة المستدامة في المركز العربي لدراسات المناطق الجافة والأراضي القاحلة أكساد في كلمة اللجان العلمية للمؤتمر إن المؤتمر سيناقش 62 ورقة علمية حول الوضع البيئي في المحافظة والزراعة والحياة البرية والتوعية البيئية والمجال الخدمي والعمارة البيئية والطاقة البديلة والصحة والسياحة البيئية.
ولفت قرضاب إلى أن تحقيق شعار السويداء صديقة للبيئة يتطلب تضافر جميع الجهود للوصول إلى بيئة نظيفة من خلال معالجة المخلفات العضوية المنزلية والصناعية والطبية باسلوب حضاري وسليم وآمن ومفيد وتخفيف استخدام المبيدات الزراعية داعياً إلى العمل على استخدام الطاقات الصديقة للبيئة من أجل تحقيق التنمية المستدامة.
بدوره قال الدكتور معتصم العبد مدير شؤون البيئة في السويداء إن السويداء تعتبر محافظة نظيفة بيئياً وفقاً لنتائج تحاليل الهواء والمياه وعناصر التربة والموارد الطبيعية مشيرا إلى أن مشروع محافظة السويداء صديقة للبيئة يهدف إلى رفع مستوى الوعي البيئي لدى الأفراد والحفاظ على البيئة وتشجيع السياحة البيئية والعلاجية والترفيهية لافتا إلى أن التصور الأولي للدراسة الإقليمية للمحافظة لحظ إقامة 75 محطة لمعالجة الصرف الصحي منها 22 محطة قيد الدراسة والتدقيق إضافة لإنجاز 3 محطات لنقل وفرز النفايات الصلبة وتأهيل مكب النفايات لمدينة السويداء وتنفيذ خليتي طمر فيه وشبكة طرق تخديمية وخزان لجمع الرشاحة مع العمل لتأهيل مكبي مدينتي شهبا وصلخد.
بعد ذلك بدات فعاليات المؤتمر حيث قدم الدكتور حسن حبيب الأستاذ في جامعة دمشق ورقة عمل استعرض فيها أسباب التصحر.
وقدم المهندس محمد علوش ورقة عمل حول الآفاق المستقبلية للبيئة في سورية والاهتمام بالتنمية المستدامة.
بعدها افتتح ثمانية معارض مرافقة خصصت للكتب البيئية وبيئة المحافظة وملصقات لأبحاث تتعلق بالبيئة واختراعات صديقة للبيئة وملصقات بيئية إعلانية ولوحات فن تشكيلي من وحي البيئة ومنحوتات مصنوعة من بقايا خشب شجر السنديان وصور ضوئية بيئية.
حضر المؤتمر أركان الشوفي أمين فرع السويداء لحزب البعث.
يذكر أن فعاليات المؤتمر تستمر يومين وتتضمن جلسات صباحية ومسائية.
الأربعاء أكتوبر 24, 2012 5:02 am من طرف جوري لجين
