مواطـــــــــــــــن

بقلم : تيسير نصر الدين
حين نتحدث في جلسات السمر وحين نسترسل في حواراتنا المفعمة بالمشاعرالمرهفة وونستشهد بالكلمات المأثورة لفيلسوف أدبر عنه الزمن أو محظوظ أقبل عليه النسّاك والكتّاب والشعّار
فتلقفناه في زمن القلّة نلملم له قصاصات لايقصد بها البعد الذي نلبسها اياه .
وباض له الحمام على الوتد ,نأخذ كل كلمة دون أن يقع منها حرف أو نقطة أو فاصلة ونفصل له حلل جديدة من روائع الكلام.
ونتحدث باجمل ما يجود بهالكلام
تجدنا جميعنا من اقارب الملائكةوابناء عمومتهم ,
كل منا يسرق الحديث من صاحبه كي يستاثر اكثر ويسترسل أكثر بالحديث عن العدالة والنزاهة والشرف والأخلاق ,,وبطولات مزعومة ومواقف جبارة قام بها
وبعد أن ينتهي الحديث ويهم كل منا بالعودة إلى ذاته أي ألى منزله وحياته اليومية وعمله, نجد أننا اشخاصا اخرون , نمارس كل ما انتقدناه , ونقبل كل مارفضناه ,نعم أنا أدّعي أنني اقل سوء من سواي , لكنني لا ادعي انني أفضل ما خلق الله من بشر , أنا اقل فساداََ من غيري لأنني جبانولا استطيع الأذى لغيري لأنني ضعيف القلب ,ابرر ضعفي وجبني بنزاهتي ,ادّعي انني أربأ بنفسي عن الفعل الشائن لأنني لا أمتلك الشجاعة على فعله ,أنا مواطن عربي يشبهني الكثير من ابناء أمتي وقد نكون نحن شريحة لا باس بها في المجتمع , نصنف أنفسنا في قوائم المستقيمين , على الاقل شريحة غير فاعلة , لا تضر ولا تنفع ,
أمّا الشرائح الأخرى والتي كلها ضررهي التي تتحكم وتمارس المواطنة الحديثة بمفاهيم البلطجة أو الشطارة , تحت شعار إنلم تكن ذئباََ أكلتك الذئاب , نستمع في مسيرتنا اليومية إلى كل اصناف المزايدات الكلامية , حتى شرطي المرور يذكرك بالكرامة والعزة وأنت تقدم له رشوة , يقول لك انه يأبى التسول ويشتكي من شحة دخله , وهذا العمل يعتبره عمل براني , أنا هنا استغرب لمن يبيح لنفسه ان يرشي وكأنه بمنئى عن الفعلة الناقصة , كأن العيب يقع فقط على المرتشي , أنا اعطي الراشي أثر جرما من المرتشي كونه يشجع على انتشار هذه الافة ,
أتذكر كلمة مأثورة لصديق لي يرددها و يقول ( ان المواطن العربي بشكل عام والمواطن السوري بشكل خاص يحتاج إلى إعادة تأهيل , كنت أتحفظ على هذه الكلمة سابقاََ لكن بعد ما سمعت و لمست حالة الانهيار الأخلاقي التي يعيشها المواطن ,أصبحت اشدد على هذه المقولة .

الصديق تيسير... واسعدني أن ألتقي بك وبـأمثالك الطيبين الذي عرفتهم بزمان ما...... وتركوا بالقلب أكبر أثر طيب لن يمحوه الزمان...

ماذا أقول لك عن هذا المواطن الذي تشكل ألآنا في داخلنا شريحة منه من حيث المبالغة والتزين بعبارات رنانة نتحلى بها لتجملنا بنظر الغير بينما واقعنا وفعلنا بعيد كل البعد عن تحقيقها
شيئ موجع أن نكون لامنطقين بين ما نفكر به ونتكلم عنه وبين ما نضمره ونقوم بفعله حقيقة...
هل تعودنا على الازدواجية في الفعل والتفكير... هل تعودنا على المبالغة بكلامننا عن المثالية والبعد عنها بحقيقة حياتنا والواقع.....
ماهو موقفنا من انفسنا ونحن نراها ضائعة مشتتة
بين النفاق والمبالغة والبعد عن الحقيقة وتطبيق الفكر والمبدأ.....
هل هناك برأيك صلة بين الواقع العربي والاحباط الذي تعيشه افكارنا بصراعها بين التطبيق او التحلي بها في زمن الضياع والحرمان
هل هو حق ضعف ... او نزاهة... أم هروب.... ام جبن كما تعلله لآننا لسنا مثل غيرنا
لا اعتقد يا أخي انها مثالية المحبة والعطاء الذي يبعدنا على ان نكون مثلهم ولآنهم قرود وشياطين لايعرفون حقيقة ما نعطي يصفوننا بالضعف والجبن
لا انكر ان الشرائع الآخرى التي تمارس كل هذا وذاك هي من تسود
هي من تنتصر في كثير من الآحيان ولكن لن تعيش براحة ضمير مثل تلك الشرائح التي تصفها بالجبن والضعف لطيبتها ونزاهة سلوكها
أعتقد مثال ان لم تكن ذئباً أكلتك الذئاب لا يستطيع القيام بدوره كل البشر
لأن البعض لهم اخلاقيات اجمل من أن تشوهها افكار هذا النوع من البشر
كعادتك اخي الكريم تعبر وتنقد الكثير من التفاهات التي تسود مجتمعاتنا
تحياتي وتقديري لك

أستاذ تيسير :

لا أدري هناك شيئاً ما قد تغير... او ربما لم يتغير الآن ربما حان وقت ظهوره فخرج ليتنفس

قد نحتال على ما نفعل و نبرر ما نريد و بالمقابل ندين من نريد

وهذه هي مشكلتنا الحقيقة ...
إذا لا بد لنا من فيصل نحتكم إليه و الغريب اننا جميعا نعرف هذا الفيصل لكننا نتاجهله

دم بكل خير أخي تيسير

صديقي تيسير من الممكن أن نلقي نظرة على الواقع لنرى إن كنا نحكم بشكل صحيح ام أننا أخطئنا وأنا أقول بأننا مخطئون فأحياننا الظروف هي من تحكمنا لسنا معصومين لكن علينا إدراك أخطائنا وهذه هي المشكلة الحقيقية وأقول هنا لابد لنا من فيصل كما قال الأستاذ فيصل تقبلو تحياتي

الأستاذ تيسير:

امر بغاية الروعة دائماَ أن نبتعد قليلا عن فن التنظير و نعود لذاتنا نحاسبها و نعاقبها و نكأفها

و كما قال من قبلي يبقى المعيار ليس حسب ما نرى نحن فقط بل بالمنطق

اسمحلي انت عرضت شخصية شرطي المرور كمثال و لكني أرى اننا جميعا نشارك بهذه الجريمة الأخلاقية
يعني قد يكون الأستاذ بصفه هو رأس الفساد فماذا تتوقع من طلابه

أخي طرح جميل ولك مني تحية كبيرة

ست خلود
يسعدني فعلا أن التقي بك مجددا بعد هذا الزمن لأجد أن قلمك مازال ينبض بالحيوية والتجدد
هي حالة عامة تبنيتها ووضعت الموس على ذقني أولا .
دمت بخير سيدتي

أستاذ فيصل
احيي مرورك
أنت تبحث عن فيصل وها نحن في رحاب الفيصل
تفضل حلها تشوف

أخي يزن
اهلا بمرورك على موضوعي وتفاعلك معه
أنا أعترف اننا جميعنا شركاء وقد أنخت الجمل بماحمل هنا لكي اقول هذا عو عيبنا
لكن مهما كانت الظروف فلا مبرر لهذه الظاهرة

غادة الكاميليا
أهلا بك .أنا طرحت المثال الأكثر انتشارا وشيوعا وليعذرني شرطي السير واستثني الشرفاء منهم
لكنه الأكثر صفاقة في حياتنا اليومية لأنه يعمل على المكشوف وفي الهواء الطلق
أمّا الآخرون ممن يمارس الفساد في الدوائر المغلقة نقاسمهم العيب أيضا لأننا نحن من يرشيهم
شكرا لكل من مر على موضوعي قارئا و معقبا

الاخ تيسير المحترم
للاسف الشديد اننا لا نستطيع ان نكتب في المنتدى كل ما نفكر به لان هذا الموضوع يحمل في طياته تفاصيل كثيرة ، والحقيقة التي نراها بشكل يومي هي ان الفساد سرى في دماء كل المواطنين ارادوا ذلك ام لا ، السؤال من المسؤول عن ذلك ؟؟ هل المواطن نفسه ام جهات اخرى وضعت الفساد في خانة العمل القانوني الطبيعي ؟
لماذا الفساد في الدول المتقدمة علينا ليس بهذه الشراسة ؟
هل يستطيع الموظف هناك او الشرطي ان يطلب رشوة ؟
ان عدم احترام القانون في اي بلد وتهميش مبدأ الحساب والعقاب يخلق هذا الوضع ويسري كالنار بالهشيم .
العلاج بسيط وهو تفعيل القانون وحترامه وتشديد مبدأ المحاسبة ووجود الارادة الصادقة لذلك .
لك كل التقدير .

مواطـــــــــــــــن Icon_flower

أخي كمال احترام القانون أصلا هو ثقافة واختراق القانون ثقافة
نحن تسود عندنا ثقافة اختراق القانون ,هناك مناخ لذلك بلاشك والفاسد موجود بكافة دول العالم
وقد يكون أشرس وأكثر ضرر كذلك الفساد الذي احدث ازمة إقتصاادية عالمية
لكن المشكلة في تعميم الظاهرة واعتبارها امر طبيعي وشطارة من الطرفين
يعود اخ لنا ألى البيت وهو مسرور لأنه قطع أشرة حمراء وتخلص من مخالفة الشرطي بمبلغ صغير قياسا بالمخالفة
طيب مهذا أخونا ايضا هو فاسد مرتين مرة لمخالفته قانون السير ومرةلأنه رشى أنا الشرطي فاسد ثلاث مرات
مرة لأنه تنازل عن واجبه في حفظ النظام ومرة في خيانته لخيانة مؤسسته الوطنية ومرة خان كرامنته وعزة نفسه
يعني يبقى القانون الصارم هو من يحقق النظام مهما كان ,على الرغم ان الإنسان يتحايل على قوانين السماء
لكن هناك بعض القوانين على الارض تخيف اكثر ,لماذا هناك من يتجرا ان يرتشي ويسرق ويهرب ولا يتجرا أن يتكلم في السياسة ,بالتاكيد لأنه يعلم الثمن الباهض لذلك إذا لماذا لا نعلي التسعيرة في حق المرتشي .

الاخ تيسير يسعدني جدا ان تتقبل مروري المتواضع لموضوعك القبم والذي يمكن ان نستخرج منه مواضيع عدة ومعقدة وشائكة يصعب حلها والمساس بها

اخي الكريم سؤالي هو اذا نظرنا الى اثنان يتقاتلان

ولاشك ان هناك ضارب ومضروب
وعندما نتدخل لحل الشجار اول مانمسك بالمضروب ونبدأ بالتهوين عليه ونترك الضارب يهوش من فوق اكتافنا متفاخرا مزهوا بنصره
او عندما نناقش مشكلة ما مع احد ما اول ماسيلعن ظروفه وركضه وراء رغيف الخبز
اليس الاجدر بنا ان نمسك الضارب
ونمسك اليد التي تسحب رغيف الخبزمن امامنا ونسحق الخوف الذي يعشش في قلوبنا
وان نقضي على التخلف الذي يجري في دمائنا
كل الود اخ تيسير