النافذه الروسيه الى الفضاء الخارجي من طاجاكستان

موسكو – المعهد الأكاديمي الروسي للأبحاث الفضائية عن وكالة نوفستى

لا نبالغ إذا قلنا إن ما يحمل اسم "نوريك" (أو "النافذة") مصدر فخر لروسيا. لم لا وهذه "النافذة" التي ترتفع 2200 متر عن سطح البحر ترى أي شيء يحلق في الفضاء حول الأرض

ما يعرف باسم "نوريك" هو مركز رصد الفضاء . ويوجد هذا المرصد في طاجيكستان ويعتبر ملك روسيا ويتبع للقوات الفضائية الروسية

ويقول الجنرال فلاديمير بوبوفكين، قائد القوات الفضائية الروسية: "نتتبع كل ما يوجد في الفضاء. في معلوماتنا فإن هناك نحو 5ر9 ألف جرم
حوالي 600 منها أقمار صناعية عاملة وهي أقمار صناعية عسكرية ومدنية لمختلف البلدان. ونرى كل شيء يزيد حجمه عن 5 – 10 سنتيمترات

ويستطيع مركز "نوريك" رصد ما يتعذر تتبعه من أقمار صناعية تدور حول الأرض خلال 24 ساعة ولهذا يبدو وكأنها تبقى ثابتة في موقع واحد بصفة مستمرة. ومن هنا فإن العسكريين حريصون على وضع الأقمار الصناعية التابعة لهم في مواقع مدارية كهذا. والآن يوجد أكثر من 80% من الأقمار الصناعية العسكرية للولايات المتحدة وغيرها من دول الناتو في المواقع المدارية "الثابتة

في الحقيقة فإن مركز "نوريك" عين ساهرة للقوات الفضائية الروسية، والنظام البصري الخاص بهذه العين يشبه المدفع. وهناك 10 "مدافع" إلكترونية يبلغ وزن الواحد منها 41 طنا. وسوف تضاف 4 "مدافع" أخرى إلى النظار البصري الإلكتروني الذي يعمل بصورة اوتوماتيكية ويستطيع رصد كل ما هو موجود على ارتفاع 2000 كيلومتر إلى 40000 كيلومتر وكشف تفاصيله تمهيدا لتحديد الغرض الذي أوجد هذا الجرم من أجله

كما تستطع هذه العين تتبع الأقمار الصناعية على ارتفاعات منخفضة تتراوح بين 120 و2000 كيلومتر استعانة بمصادر معلومات خارجية

وتستمد العين الإلكترونية هذه الكثير من قدراتها الفريدة من الموقع الجغرافي الخاص بها، حيث تكون السماء هناك صافية في معظم الأوقات على مدار السنة وتكون الفرصة مهيأة للرصد
خلال 1500 ساعة تقريبا بالليل. ولا توجد مزايا كهذه في أي منطقة أخرى في العالم بما فيها المناطق التي وضعت الولايات المتحدة الأمريكية مراصدها فيها (وتملك الولايات المتحدة 4 محطات رصد مماثلة

أيضا تجدر الإشارة إلى ان أي قمر صناعي ينطلق من أي موقع تابع للولايات المتحدة على الأرض إلى موقع مداري يزيد ارتفاعه عن 200 كيلومتر لا بد وان يدخل مجال عمل مركز "نوريك" عندما يبدأ تحليقه في الفضاء

ويمكن ان يقوم مركز "نوريك" بوظائف شتى تتعلق بالنشاط الفضائي كالبحث عن أقمار صناعية ضالة وتائهة، ومراقبة الأجرام الصغيرة التي تشكل خطرا على الأقمار الصناعية وخاصة السفن الفضائية المأهولة

كما يمكن الاستعانة بمركز "نوريك" في التأكد من الالتزام بالقوانين التي تنظم وضع الأقمار الصناعية للاتصالات في الفضاء

وبدأ العمل في تشييد مرصد "نوريك" في عام 1979. وتوقف العمل في عام 1992 عندما تفاقم الوضع في طاجيكستان. واستؤنف العمل في عام 1997 وباشر مركز "نوريك" مهامه في صيف 2002. وأصبحت المنشأة ملك روسيا بموجب الاتفاقيات التي تم توقيعها أثناء زيارة فلاديمير بوتين لطاجيكستان في أكتوبر2004