الطلاق

بقلم: تيسير نصر الدين

يكونا على عشق وعلى حب ووفاق , قبل أن يأتي الطلاق
حالات نراها ونسمعها كل يوم أن متعاقدان( زوج زوجة) اجتمعا على الحب وعلى الخير والشر ,تقاسما المخدع الزوجي واللقمة اليومية والحلم والفرح والحزن والمصير المشترك والأسرار والأولاد .
يتخلل هذا جدال وخصام ووئام وغزل وذم ومديح ولسبب ما يتم الطلاق .
هناك تسميات كثيرة للإنفصال بين الأزواج(,طلاق ) حين يطلق صاحب العصمة اليمين على شريكه فيرديه طليقا ويكون ذلك طلاق من طرف واحد.
هناك المخالعة أيضا ويقوم بها في العادة الطرف الاضعف وهي الزوجة وتحتكم اولا من اجل اصلاح حال البين وإن فشل الأمر يتم الخلع ويكون بتدخل خارجي.
الإنفصال بالتراضي, يتم في بعض الأحيان حين يكون الأزواج متفهمين يتفقان على صيغة ودية خالية من العدائية خاصة ان وجد الإبناء وذلك بما فيه خيرا للأولاد وسلاما لنفوس المنفصلين ومن حولهم .
لكن نجد ان في معظم حالات الطلاق خاصة الطلاق الشرقي طلاق يتسم بالعدوانية والشر ويعمل المطلقان على اساءة أحدهم للآخر ضاربين بعرض الحائط معاشرة ومشاركة واندماجاتقاسما فيه كل ثمر هذا التعايش عوضا عن الوفاء واحترام العشرة والحفاظ على الذكرى الطيبة أن وجدت وإن لم توجد الحفاظ على القفى وماء الوجه .
الرقي في العلاقات دائما هو أن لا يلجأ اي طرف من الأطراف إلى الإنتقام وتدمير الآخر أن لا يلجأ للإساءة وإن كان على حق وأن لا يدافع عن ظلمه بظلم لأن من يظلم الآخر هو يظلم نفسه أولا وأخيرا .
هذا الشيء وهذا النوع من الطلاق ينطبق على الطلاق الفكري والأدبي والسياسي وحتى الصداقة , إن لم أستطع أن احتفظ بك كصديق لا داعي أن اجعلك عدوا لي , القواسم المشتركة هي من تجمع الناس في الغالب وحين تغيب هذه القواسم علينا انوجه اهتمامنا إلى مكان آخر دون المساس بمن لايقاسمنا فكرتنا وحلمنا وطموحنا .
إن الرابح الأكبر هو من يكون متسامحا وكريما في موقفه والرابح الأول هو من يبحث عن الكلمة الطيبة ليلقيها على مسامع الآخر ولوكان خصمه , هذا هو الخير وهذه هي القيمة الحقيقية طالما حاولنا جاهدين أن نتسلح بها ونلقيها كخميرة محبة وفضيلة تبنيناها في أدبياتنا وتوغلنا في معانيها عبر نصوص أدبية وفكرية نثرناها هنا وهناك .
الا تستحق هذه القيمة أن نقف مع انفسنا وقفة تجرد وترفع ونبني بها موقفا وسلوكا مشرفا لنا ولمن حولنا ؟.