قمة محمّلة بالبراغيث

كتب: وليد غالب بلان

محمّلة ببراغيث التاريخ المنثورة على جسدها
قمة لحالة الفرزدق وجرير ، قمة لحالة كافور وأبو الطيب
قمة لحالة أبو موسى وابن العاص ، وداحس والغبراء
قمة لحالة جساس وكليب والزير
قمة محمّلة بسبعين بسوس ، وثمانين ناقة
وألف عنزة
جسم الأمة اليعربية حالته كعملاق بالميدان ، لا وقت لديه إلا حكّ جسمه من البراغيث المنثورة عليه .
فلا وقت للقتال ، ولا للراحة ، ولا للجلوس ، ولا الانتصاب ( بشقيه ) ... فقط حك الجسم .
أمة لا تسجل ردود أفعال على أي مستجد
فلا مختبرات لأي اكتشاف ، ولا معاهد لأي جديد
فقط مكاتب الفتاوى ، هنا نسجل أسرع ردود الأفعال ... أدام الله ظلهم ، وضلنا .
أصغر مفتي قادر بجرّة قلم وبلحظة أن ينهي بحوث أربعين سنة لأعتى العلماء .. اللهم إلا إن كان العلماء ملتحين .
كان النفط مقابل الوجود والكرامة
أصبح النفط مقابل الحكم
فأصبح النفط مقابل الغذاء
قريباً ، سيصبح النفط مقابل الذهب غير المرئي وهو الهواء
انتظروا قليلاً ، سيصبح النفط مقابل تقليل ضراوة الضربات
ماذا نستنتج ؟؟ ألا يعني هذا أن سلاحنا عبء علينا ، خطر علينا أن نحمله بيدينا ؟؟
لا تبيعوا الماء بحي السقائين
أقل مواطن عربي صار مترف بالسياسة ، والخطب العصماء
أي حاكم ، إن بدأ خطابه أمام الجمهور ، فما عليه إلا أن يوجّه المايكروفون باتجاه الجمهور ، وهم سيتابعون المقاطع اللاحقة .
تماماً كما يفعل رامي عياش ووائل كفوري على ( المنبر ) ليتفحص حضور أغنياته بالسوق ، وحفظ الجمهور لها .
الفرزدق قال : إن قلع ضرسه أسهل عليه من تأليف بيت شعر .
لقد هزمه مشيدو الخطب العصماء .
لو تكلمنا عن قاعدة الهرم ، ماذا سنقول ؟؟
تابعوا معي ...
قريباً سيكتشفون دواء للسرطان بمعهد باستور ومايو كلينك ، فلا تقلق يا زيد...
قريباً سيكتشفون مضادات ولقاح للأيدز ، فلا تقلق يا حمد ...
الإدارة الجديدة بأمريكا ستوقف ذوبان جليد القطب ، فلا تقلق يا جدعان ...
الإدارة الأمريكية الجديدة ستهتم بالبيئة ، فلا تقلق يا مصطفى ....
اللئام الأمريكيون والفرنسيون والألمان لا يعملون بجد للقضاء على الفقر ، دير بالك يا عمرو ...
اللئام الأمريكان والفرنسيون اكتشفوا دواء للعجز الجنسي لكنهم لا يعترفون بهذا لألا يصل للعرب ، دير بالك يا أبو عرب ...
اللئام الأمريكان والأوروبيون لا يرسلون لنا مدربي كرة قدم من الدرجة الأولى ، إنهم لئام يا عبد الكريم ...
اللئام بأمريكا وأوروبة لا يرسلون لنا مخرجي فيديو كليب من الدرجة الأولى ....
معهد مايو كلينك بأمريكا وباستور الفرنسي كلهم حمير ، لأنهم لم يصلوا للقاح ضد الأيدز وقد فشلت أبحاثهم بالعشرين عام الماضية ...
يفعلون ، يبحثون ، يتدربون ، ننتظرهم ، يقومون بكذا وكذا ،،،،،،،،
فقط نتكلم بضمير الغائب
ماذا نستنتج ؟؟ إننا نحن الفاعل الغائب
لا نشعر بأدنى مسؤولية تجاه كل المشاكل الكوارث المتربصة بالعالم .
أنا كعربي ، حين أسمع بأي مرض أو كارثة جديدة ، مباشرة أحس بالثقة بأمريكا وأوروبة و بأن المسؤولية ليست عندي .
سلّموا بالأمر
فلن يأتي مهاتير محمد إلا مرة كل مليون سنة ، لكن لن يأتي لنا .

الأستاذ وليد :

تحية كبيرة و بالفعل هذه هي حال القمم حتى اننا وكأننا أصبحنا نسور نعشق القمم

ولكن يا حسرتي أي قمم؟؟؟؟

بالفعل أجدت أخ وليد وبالرغم اني لا أقرأ السياسة لكني قرأت

أخي وليد المحترم:
لعل نشر هذا المقال فيه مغامرة كبيرة
ولكنه كونها الحقيقة فلا مشكلة

مؤسف كيف يتحول نفطنا لمصدر من مصادر الهموم لأننا أصغر من الثروة

ذكرتني كلماتك الساخرة الثاقبة بقصيدة الشاعر " مظفر النواب " قمم

سيدي لك كل الشكر
و للنتظر ربما ياتي الخير بقمة أخرى ....... او ربما ستاتي القمة القادمة بخير آخر

الأستاذ وليد: لن اطري على البعد الخامس الذ يحمله كل ماتكتب ، ولكني فقط اقول داعما: انها قمة براغيث وليست فقط محملة بالبراغيث،لو كنت املك قرارا عربيا لأمرت باغلاق الجامعة فورا ولأمرت ب( خصي) عمرو موسى وحسني مبارك وعلي عبد الله ،ولطالبت الرئيس الأسد وحسن نصر الله بتشكيل جبهة لا تحمل اسم العروبة ولا القومية العربية ولا الإسلام بل جبهة الشرف والكرامة ينضم اليها السيد احمدي نجاد والسيد اردوغان وشافيز وصدى مهاتير محمد وأنا واثق بأنهم سيغيرون وجه التاريخ. ولتبقلى الكروش على العروش طالما هناك ضخ يومي لأفيون العرب .

اخي المحترم وليد
لقد اصبت الهدف في الصميم .
هذه هي حال العرب ، نعيش على فتات الحضارات الاخرى ، نعطي شعوبنا ابر مخدرة بالقمم واللقاءات بين القادة .
قال مظفر النواب مرة على مدرج جامعة دمشق يصف العرب :
هل عرب انتم ؟؟ .... لا والله انا في شك !!!!
ربما وصفك للقمم العربية قليل فيها ، وتحتاج الى وصف اكثر تفصيلاً ولكن بالمعنى ذاته .
شكراً لك على وصفك الحلو والمعبر عن قممنا العتيدة .
قمة محمّلة بالبراغيث Lol

صحيح أستاذ وليد نحن نصفق فقط هذا هو حالنا في كل المواقف وعلى كل الأصعدة

نخبة كبيرة من الجماهير تقدم الطاعة لمن يسفكون دمائنا أمام أعيننا

أريد أن أقول شيئا" حتى أعلامنا فاشل ولا يجرؤ على الكلام ..وقد لفت انتباهي مقال قرأته اليوم في أحدى الصحف عن مسلسل تركي يدعى صرخة حجر. 80مليون متفرج عربي ، ليست المشكلة هنا المشكلة ان المسلسل عن فلسطين عن قضيتنا وشهدائنا ومبادئنا......أليس عارا"؟

اخى ابو مجد الحبيب
انت عبرت بقالك بما يكن بقلب كل منا من يأس واحباط وخمول وادراك اننا نسير
الى الهاويه وبسرعه من دون بصيص امل بسيط
والكل يتحدث عن السلام بشكل بطولى كإنه يحقق الانتصار
واصبحه الغايه ارضاء اسرائيل بالفعل وبالكلمات المنمقه والتعابير الجميله
غريب باى حال نعيش

يقول شاعر أحمد مطر يخاطب حضور القمة العربية

انقرضوا .. غاصَ فينا السيفُ
حتّى غصَّ فينـا المِقبَضُ .. غصّ فينا المِقبَضُ
غصَّ فينا ... يُولَـدُ النّاسُ
فيبكونَ لدى الميـلادِ حينا
ثُمّ يَحْبـونَ على الأطـرافِ حينا
ثُمَّ يَمشـونَ ... وَيمشـونَ ...إلى أنْ يَنقَضـوا .
غيرَ أنّـا مُنـذُ أن نُولَـدَ ... نأتـي نَركُضُ
وإلى المَدْفَـنِ نبقى نَركُضُ
وخُطـى الشُّرطَـةِ ... مِـنْ خَلْفِ خُطانا تَركُضُ !
يُعْـدَمُ المُنتَفِضُ ... يُعـدمُ المُعتَرِضُ
يُعـدمُ المُمتَعِضُ ... يُعـدَمُ الكاتِبُ والقارئُ
والنّاطِـقُ والسّامِـعُ ... والواعظُ والمُتَّعِظُ !
**
حسَناً يا أيُّها الحُكّامُ ... لا تَمتعِضـوا .
حَسَناً .. أنتُـم ضحايانا .. وَنحـنُ المُجْـرِمُ المُفتَرَضُ !
حسَناً ..ها قـدْ جَلَستُمْ فوقَنا..عِشريـنَ عامـاً
وَبَلعتُم نِفطَنا حتّى انفَتقتُمْ
وَشَرِبتُـمْ دَمَنـا حتى سكِرتُمْ
وأَخذتُم ثأرَكُـمْ حتى شَبِعتُمْ
أَفَما آنَ لكُمْ أنْ تنهَضـوا ؟!
قد دَعَوْنـا ربَّنـا أنْ تَمرُضـوا
فَتشافيتُمْ
ومِـنْ رؤياكُـم اعتـلَّ وماتَ المَرضُ !
ودعَونـا أن تموتوا ..فإذا بالموتِ من رؤيتِكم مَيْـتٌ
وحتّى قابِضُ الأرواحِ.. مِنْ أرواحِكُـمْ مُنقَبِضُ !
وهَرَبْنا نحـوَ بيتِ اللهِ منكُمْ
فإذا في البيتِ .. بيتٌ أبيضُ !
وإذا آخِـرُ دعوانـا ..سِلاحٌ أبيضُ !
**
هَـدّنا اليأسُ، ... وفاتَ الغَرَضُ
لمْ يَعُـدْ مِن أمَـلٍ يُرجى سِواكُـمْ !
أيُّهـا الحُكـامُ باللهِ عليكُـمْ
أقرِضـوا اللهَ لوجـهِ اللهِ
قرضـاً حسَناً.. وانقَرِضـوا !
*****
لا تُجيبوا دعوة القدس...ارفعوا أقلامَكمْ عنها قليلا
واملئوا أفواهكم صمتاً طويلا
لا تُجيبوا دعوةَ القدسِ ... وَلَوْ بالهَمْسِ
كي لا تسلبوا أطفالها الموت النَّبيلا !
دُونَكم هذي الفَضائيّاتُ
فاستَوْفوا بها (غادَرَ أوعادَ)
وبُوسوا بَعْضَكُمْ ...وارتشفوا قالاً وقيلا
ثُمَّ عُودوا..
وَاتركوا القُدسَ لمولاها...فما أَعظَم بَلْواها
إذا فَرَّتْ مِنَ الباغي...لِكَيْ تلقى الوكيلا !
طَفَحَ الكَيْلُ ...وَقدْ آنْ لَكُمْ
أَنْ تسَمعوا قولا ًثقيلا: نَحنُ لا نَجهلُ منْ أَنتُم
غَسلناكُمْ جميعا ... وَعَصرناكُمْ
وَجَفَّفنا الغسيلا...إِنَّنا لَسْنا نَرى مُغتصِبَ القُدْسِ
يهوديّاً دخيلا
فَهْو لَمْ يَقْطَعْ لنا شبراً مِنَ الأَوْطانِ
لو لَمْ تقطعوا من دُونِهِ عَنَّا السَّبيلا
أَنتُمُ الأَعداءُ...يا مَنْ قد نَزعْتُمْ صِفَةَ الإنسان
مِنْ أَعماقِنا جيلاً فَجيلا...واغتصبتُمْ أرضَنا مِنَّا
وكُنْتُمْ نِصفَ قَرْنٍ...لبلادِ العُرْبِ مُحتلاً أصيلا
أنتُمُ الأَعداءُ - يا شُجعانَ سِلاْمٍ
زَوَّجوا الظُّلْمَ بظُلْمٍ
وَبَنَوا للوَطَنِ المُحتلِّ عِشرينَ مثيلا !
أَتعُدُّونَ لنا مؤتمراً !كَلاَّ - كَفى
شكرأً جزيلا
لا البياناتُ سَتَبْني بَيْنَنا جِسراً
ولا فَتْلُ الإداناتِ سَيُجديكمْ فتيلا
نَحنُ لا نَشْري صراخا بالصَّواريخِ
ولا نَبتاعُ بالسَّيفِ صَليلا
نَحنُ لاُ نبدِلُ بالفُرسانِ أقناناً
ولا نُبْدِلُ بالخَيْلِ صَهيلا
نَحنُ نرجو كلَّ من فيهِ بَقايا خَجلٍ
أَنْ يَستقيلا ... نَحْنُ لا نَسْأَلكُمْ إلاّ الرَّحيلا
وَعلى رَغْم القباحاتِ التي خَلَّفتُموها
سَوْفَ لن ننسى لَكُمْ هذا الجميلا !
ارحَلوا... أمْ تَحسبونَ اللهَ
لم يَخلقْ لنا عَنْكُمْ بَديلا ؟!
أَيُّ إعجازٍ لَديكُمْ ؟
هل مِنَ الصَّعبِ على أيِّ امرئٍ أن يَلبسَ العارَ
وأنْ يُصيحَ للغربِ عَميلا ؟!
أَيُّ إنجازٍ لَديكُمْ ؟
هل من الصَّعبِ على القِرْدِ إذا ما مَلكَ المِدْفَعَ
أن يَقْتلَ فِيلا ؟ !
ما افتخارُ اللِّص بالسَّلبِ
وما مِيزَهُ من يَلبُدُ بالدَّربِ ليغتَال القَتيلا ؟!
احمِلوا أَسْلِحَةَ الذُّلِّ وولُّوا ...لتَرَوا
كيفَ نُحيلُ الذُّلَّ بالأحجار عِزّاً
وَنُذِلُّ المستحيلا

اسف على الاطاله
تقبل تحياتى